كتبت/ رقية دنانة  

القيادات النسوية في مجتمع اللاجئين تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الاندماج الاجتماعي والاقتصادي والتعايش لهؤلاء اللاجئين في المجتمع المضيف، مثل عدن. من خلال تطوير مهاراتهم ومساعدتهم في الحصول على الفرص، يمكن للقيادات النسائية أن تسهم في بناء مجتمع أكثر شمولاً من خلال دعم توجهم نحو السلام والتعايش الأمر الذي يسهم بتكوين مجتمع ذو فعالية متعددة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والانسانية.

حيث تلعب القيادات النسوية بين صفوف اللاجئين تلعب دورًا حيويًا في تعزيز السلام والتعايش السلمي وغالبًا ما تعمل النساء في المجتمعات اللاجئة على بناء الروابط ودعم الاحتياجات الإنسانية وتعزيز حقوق المرأة.

ثقافات متعددة

الناشط المجتمعي، جيلاني عثمان يقول: "معيار التعايش بوجهة نظري نسبة الوعي والتقبل للاختلاف الديني والثقافي والاجتماعي اضافة الى العادات والتقاليد بين سكان المنطقة حيث يتفاوت المعيار من فئة لفئة ويرتفع المعيار وينخفض عند البعض حسب الخلفية والوعي في بعض الأحيان ويتحسن عند البعض بعد مرور فترة من وجودهم بالمنطقة عبر التعايش الاضطراري مثل الجيرة أو التجارة أو الاعمال حيث تخلق بيئة من التكاتف والتعاون وتخلق بيئة من التعايش.

ويشير عثمان إلى أن برامج التعايش كانت تتبناه المنظمات بالتعاون مع المكونات المجتمعية تأتي لتقريب وجهات النظر ومعرفة كل فئة لثقافة وعادات الفئة الأخرى بالإضافة إلى المشاريع والأنشطة الرياضية والثقافية التي تعزز من قيم التعايش".

ويواصل: "ساعدت برامج التعايش بشكل كبير في اذابة الجليد بين الفئات كما خلقت أشخاص من نفس الفئات اصبحت تعي وتشارك في نبذ وانتقاد الخطابات والتسميات المحرضة وتساعد في حل النزاعات فقط كنزاع بدون النظر الى فئة اصحاب النزاع وشجعت فئة كثيرة من أصحاب الوعي من التحدث ورفع الصوت برفض التمييز والعنصرية والتشجيع على التعايش الذي خلق شيئا ما من المرونة المجتمعية، واتمنى عودة مثل هذه البرامج في المنطقة ودعمها لما لها من أثر على المنطقة على المدى الطويل".

مشاركة مجتمعية

يمكن للقيادات النسائية توفير برامج توعوية وتثقيفية حول حقوق اللاجئين وكيفية التفاعل مع المجتمع المحلي وتنظيم مجموعات دعم تساعد النساء اللاجئات على مشاركة تجاربهن ومواجهة التحديات المشتركة.

نظرة محمد ممثلة لجان مجتمعية تقول: "أدرك أهمية تعزيز السلام والتعايش بين اللاجئين واليمنيين والمهاجرين في منطقة عدن البساتين فالمعيار الخاص بالسلام والتعايش هنا هو تحقيق الأمن والاستقرار، وضمان الحقوق الأساسية للجميع بغض النظر عن الانتماء أو الخلفية. كما أن المشاركة المجتمعية والحوار البناء بين جميع الأطراف المعنية هو أساس تعزيز السلم والتعايش".

وتؤكد محمد إلى أن أسباب التراجع عن السلام والتعايش خلال الفترة الأخيرة تتمثل في تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وانعدام الثقة بين بعض الفئات، والتحريض السياسي أحياناً كما أن استمرار النزاعات والصراعات المسلحة في بعض المناطق قد أسهمت في تفاقم هذه الأزمة، مشيرة إلى أن هناك جهود محدودة لتحقيق التوافق بين اللاجئين والمجتمع اليمني، وتحتاج إلى المزيد من الدعم والاهتمام، وتتابع: "تتطلب هذه المهمة تعزيز برامج التواصل والحوار، والمشاريع المشتركة بين الفئات المختلفة".

وتضيف محمد: "من أهم المشاريع التي أهتم بها لتعزيز السلام والتعايش وتحقيق الأثر الكبير على أرض الواقع إنشاء مراكز متعددة الأغراض تقدم خدمات اجتماعية وتعليمية وتدريبية لجميع المجموعات (اللاجئين، المواطنين، المهاجرين) بهدف تعزيز التفاعل والتعارف وتنفيذ برامج تضامنية وتطوعية مشتركة بين اللاجئين واليمنيين لحل المشاكل المجتمعية والبيئية في المنطقة".

وتقترح محمد تنظيم ملتقيات ثقافية وفنية مشتركة تعزز التبادل والتفاهم بين الثقافات المختلفة ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تشرك اللاجئين واليمنيين وتفعيل دور المرأة والشباب في قيادة مبادرات السلام والتعايش المجتمعي وهذا من شأنه إن يحقق السلام والتعايش المنشود، حد تعبيرها.

برامج السلام

تشجيع النساء على البدء بمشاريع صغيرة خاصة بهن، مما يسهم في تمكينهن اقتصاديًا ويعزز من دورهن في المجتمع، وهذا يؤدي بدروه إلى التفاعل مع المجتمع المحلي وتنظيم فعاليات تجمع بين اللاجئات ونساء من المجتمع المحلي يؤدي لتعزيز التفاهم والتعاون، الامر الذي يرمي إلى الدعوة للمشاركة في السياسات، والتأثير على السياسات المحلية من قبل النساء اللاجئات لضمان أن يتم تمثيل احتياجاتهن في القرارات المتعلقة بالمجتمع.

من خلال هذه الجهود، يمكن أن تلعب القيادات النسوية دورًا مركزيًا في دعم الاندماج الاجتماعي والاقتصادي للاجئين في عدن، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر تنوعًا وتماسكًا.

المديرة التنفيذية لمؤسسة التضامن التنموية خديجة جامع، تقول: "عملنا مع النساء اللاجئات في محافظة عدن في إطار مشاريع سنوية متواصلة امتدت من 2007 حتى عام 2017 في التعليم وتحسين سبل المعيشة حيث كنا نقوم بتدريب النساء والشباب لإقامة المشاريع واساسيات إدارة الاعمال، المحاسبة، التسويق، الإدارة المالية، بالإضافة إلى جلسات استشارية وحلقات رفع وعي بالمهارات الحياتية، والمناصرة، الى جانب التدريب المهني لتوسيع سبل كسب العيش".

"القيادات النسوية في مجتمع اللاجئين تمتلك القدرة الكافية لقيادة أي عمل مجتمعي، كما انهن يتحلين بالصبر لمواجهة مصاعب الحياة وقد صمدن في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، الى جانب دور النساء اللاجئات في تأمين حياة ادمية لها ولأفراد اسرتها يعتبر ذلك أكبر دليل على قدرتهن على مواجهة الصعاب وفي السعي الحثيث للعيش بسلام في مجتمع يسوده الوئام فهن احوج وأكثر استشعارنا للتعايش بسلام في مجتمعات تسعى لتحقيقه ويعول عليهن كثير في الانخراط للسلام والتعايش في مجتمع يقدر هذه المفاهيم " وهذا ما أشارت إليه جامع.