رفيق العربي
استطاعت النساء عبر التاريخ أن يتركن بصمتهن السياسية على عملية انتقال بلادهن إلى مرحلة السلام وأن يلعبن دوراً فاعلاً وحاسماً أحياناً في إعادة السلام والأمن إلى أوطانهن بعد أن كاد النزاع المسلح أن يقضي على كل مظاهر الحياة ويمزق النسيج الاجتماعي.
فتيات مأرب وصانعات السلام
تقول أمينة الثابتي عضو مؤسسة صانعـات السلام إن للمرأة دور أساسي ومهم في صنع السلام، وأصبحت المرأة تلعب أهم الأدوار الأساسية والسياسية لإرساء عمليتي السلام والأمن، حيث أثبتت المرأة مؤخراً بكل جدارة واقتدار بجهود مكثفة وإيجابية دورها الفعال في حل النزاعات وبناء السلام وإعادة الإعمار بعد الصراع، ووفق القرارات الأممية والدعم المحلي وبتمويل بعض المنظمات الدولية والمجتمع المدني استطاعت المرأة اليمنية "في مأرب" تأسيس مؤسسة فتيات مأرب والتي منها تأسست مؤسسة صانعات السلام حيث تدعم هذه المؤسسات وتؤهل المرأة وتمكنها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، حيث أبرزت هاتين المؤسستين عدة أنشطة وفعاليات ومشاريع نموذجية والتي من شأنها دعم وتأهيل وتعزيز دور المرأة،وإشراكها في عملية السلام وغيرها من المجالات حسب القرار الأممي 1325.
وتابعت الثابتي: "تناول مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جدول أعمال النساء والسلام والأمن، حسب القرار1325 للنساء والسلام والأمن التي تم التصويت عليها بالإجماع في شهر أكتوبر عام2000، ووفق بنود هذا القرار الذي يدعو إلى إحداث تغيير في أربعة مجالات للنوع الاجتماعي والتي من ضمنها مشاركة النساء بجميع المستويات في عملية صنع القرار، حيث كان ضمن ما اندرج تحت هذا القرار هو مشاركة المرأة في مفاوضات السلام، كجنود وشرطةومدنيين، وكذلك تعميم منظور النوع الاجتماعي في عمليات السلام، والذي اندرج ضمن إطاره تعيين مستشارات لشؤون النوع الاجتماعي في جميع عمليات السلام التابعة للأمم المتحدة".
قرارات أممية تنصف المرأة
قامت الأمم المتحدة بإصدار عدد من القرارات الدولية لدعم مشاركة المرأة في صنع السلام منها قرار مجلسالأمن رقم 1325 لعام 2000 حيث كان أول قرار يقر بالأثر غير المتكافئ والفريد للنزاعات المسلحة على المرأة، ومن هنا تأتي أهمية مشاركة وتمثيل المرأة في عملية السلام في اليمن على جميع المستويات وتناول قضاياها في اتفاقية السلام اليمنية الحالية ففي أثناء الحروب تتفاقم معاناة النساء بشكل خاص وتصعب المطالبة بالتغيير وإقرار وتنفيذ حقوق النساء، فنسمع الكثير من صناع القرار في اليمن عندما يشار إلى موضوع مشاركة المرأة في العملية السياسية وعملية صناعة السلام يكررون"الآن مش وقت المرأة، نحن الآن في فترة حرب".